الثاكلين للأبناء؛ إذ لا نائح لي ينوح علي هذه المصائب المكتومة والخلال المغطاة التي قد سترها من خبرها، وغطاها من علمها.
والله ما أجد لنفسي خلة استحسن أن أقول متوسلا بها: اللهم اغفر لي كذا بكذا.
والله ما التفت قط إلا وجدت منه ـ سبحانه ـ برا يكفيني، ووقاية تحميني مع تسلط الأعداء، ولا عرضت حاجة فمددت يدي إلا قضاها.
هذا فعله معي وهو رب غني عني، وهذا فعلي وأنا عبد فقير إليه!!
ولا عذر لي فأقول: ما دريت، أو سهوت، والله لقد خلقني خلقا صحيحا سليما، ونور قلبي بالفطنة، حتى إن الغائبات والمكنونات تنكشف لفهمي.
فوا حسرتاه على عمر انقضى فيما لا يطابق الرضا، وا حرماني لمقامات الرجال الفطناء، يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله، وا شماتة العدو بي، وا خيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح علي، وا خذلاني عند إقامة الحجة.
سخر ـ والله ـ مني الشيطان وأنا الفطن.
اللهم توبة خالصة من هذه الأقذار، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من الأكدار، وقد جئت بعد الخمسين وأنا من خلق المتاع، وأبي العلم إلا أن يأخذ بي إلى معدن الكرم، وليس لي وسيلة إلا التأسف والندم؛ فوالله ما عصيتك جاهلا بمقدار نعمتك، ولا ناسيا لما أسلفت من كرمك؛ فاغفر لي