وهو العمل بالعلم، والنظر الخالص لنفوسهم.
أف لنفسي! وقد سطرت عدة مجلدات في فنون1العلم، وما عبق بها ضيلة2.
إن نوظرت شمخت، وإن نوصحت تعجرفت3، وإن لاحت الدنيا طارت إليها طيران الرخم، وسقطت عليها سقوط الغراب على الجيف؛ فليتها أخذت أخذ المضطر من الميتة، توفر في المخالطة عيوبا تبلى، ولا تحتشم نظر الحق إليها، وإن انكسر لها غرض تضجرت4، وإن أمدت بالنعم اشتغلت عن المنعم.
أف والله مني، اليوم على وجه الأرض وغدا تحتها.
والله إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن خلائقي وأنا بين الأصحاب.
والله إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني؛ كيف يسترني وأنا أتهتك، ويجمعني وأنا أتشتت؟! وغدا يقال: مات الحبر العالم الصالح، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي ما دفنوني.
والله لأنادين على نفسي نداء المكشفين معائب الأعداء، ولأنوحن نوح