قال أبو بكر: الكرسف القطن خاصة دون غيره، ثم صاروا يسمون كل شيء وقع موقعه في الدواة من صوف وخرقة كرسفاً قال طرفة:
وجاءت بصراد كأن صقيعه ... خلال البيوت والمنازل كرسف
وكرسفت الدواة جعلت لها كرسفاً والجمع كراسف. قال وهب الهمداني:
سحاب حكى القرطاس لون صبيره ... وعاد به جو العواصف أكلفا
إذا كتبت فيه يد البرق أسطراً ... يلبس وجه الأرض بالثلج كرسفا
قال بعض الكتاب: ليكن الكرسف في نهاية ما يكون من السواد، ولتكن الليقة التي نهاية اللين والنعمة، والأجود أن تكون مستديرة، فإن كان كذلك أجزأ الكاتب أن يسمها روق القلم، ولا يلحقه كلفة ولا إبطاء في الاستمداد. وإن حفر الموضع الواقع على الليقة من الغطاء وغشي بأرق ما يكون من الفضة، حتى إذا أطبقت الدواة تجافى ذلك الموضع عن الليقة، فلم ينله شيء من سوادها، كان ادعى إلى النظافة والسلامة وأكثر الدري لا تسلم منها ما لم تكن على ما وصفنا.