يقال ألقت الدواة أليقها إلاقة، إذا أدرت كرسفها حتى تسود، وألاقوا بينهم كلاماً أي أداروه بشرعة، ومنه القراءة: " إذ تلقونه بألسنتكم "، أي تديرونه بسرعة، وقال بعض المفسرين: تلقونه تسرعون منه إلى ما لا تعلمون. وقال ابن الرقيات:
جاءت به عيسى من الشام تلق
أي تسرع وقراها يحيى بن يعمر. وحقيقة ألاق الدواة في اللغة إنما هو أدار المداد فيها حتى لصق وعلق، ومنه قولهم لا يليق هذا بهذا أي لا يلصق به ولا يعلق.
قال أبو بكر: حدثنا محمد بن القاسم، قال: حدثنا الأصمعي قال: قدمت على الرشيد في بعض قدماتي فقلت: " ما ألاقتني الأرض حتى رأيت أمير المؤمنين "، فلما خرج قال: ما معنى ألاقتني قلت: ما ألصقتني بها ولا قبلتني.
والصواب المختار أن يقول ألقت الدواة فأنا مليق لها وهي ملاقة.
وحكي عن ابن دريد: ألقت الدواة ولقت من لاق يليق فهو لائق وذاك مليقة من هذا والمصدر لاق ليقا وليوقا. وما لاقت المرأة عند زوجها أي ما لصقت بقلبه. ولاقت الدواة صارت هي نفسها مليقة. وفلان ما يليق شيئاً أي ما يثبت في يده شيء. وأنشدنا محمد بن الفرج أبو جعفر المعري قال: أنشدنا محمد بن أحمد الطوال عن أبي الحسن الكسائي في لاق الدواة ليقاً:
لو يكتب الكتاب عرفك فرغوا ... ليق الدوى وانفذوا الأقراما