اعترض فجئت بما أحفظ فيه لغير الحمدوني:

جمعت حروف الحرف في الحبر كلها ولول شقائي ما عرفت المحابرا

وقد زاد بي الإخفاق في كل موطن ... لحملي في كمي إليه الدفاترا

وسطر في أثناء قلبي تعللا ... طلابي لما أن عرفت المساطر

وفي مثله:

لما أخذت حروف الخط حرفني ... عن كل حظ وجاءت حرفة الأدب

أقوت منازل مالي حين أوطنها ... منحيا سفط الآداب والكتب

وقال آخر:

أدمى البكا جفني والمآقي ... وظلت ذا هم وذا احترق

ما أن أرى في الأرض والآفاق ... أدنى ولا أشقى من الوراق

إذا أتى في القمص الأخلاق ... رايته مطنزة العشاق

يفرح بالأقلام والأوراق ... كفرحة الجندي بالأرزاق

قال أبو بكر: حدثني أحمد بن محمد الأنصاري، قال: قيل لوراق: ما تشتهي؟ قال: قلماً مشاقاً، وحبراً براقاً، وجلوداً رقاقاً.

وقال بعض المحدثين في محبرة:

ولقد غدوت إلى المحدث آنفاً ... فإذا بحضرته ظباء رتع

وإذا ظباء الأنس يكتب كل ما ... يملى وتحفظ ما يقال وتسمع

يتجاذبون الحبر من ملمومة ... بيضاء تحملها علائق أربع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015