والأموات وينسبهم إِلَى النصب بِمُجَرَّد كَونهم لَا يوافقونه على رفضه ثمَّ صَار يتَّصل بِهِ جمَاعَة وَيَأْخُذُونَ عَنهُ من الرَّفْض مَا لَا يتظاهر بِمثلِهِ أهل هَذِه الديار
وَكنت أعرف مِنْهُ فِي مبادئ أمره صلابة وعفة قلت إِذا كَانَ وَلَا بُد من رَافِضِي عفيف فَهَذَا ثمَّ سَمِعت عَنهُ بفواقر نسْأَل الله السّتْر وَالسَّلَام
وَأما وثوب هَذِه الطَّائِفَة على أَمْوَال الْيَتَامَى وَالْمُسْتَضْعَفِينَ وَمن يقدرُونَ على ظلمه كَائِنا من كَانَ فَلَا يحْتَاج إِلَى برهَان بل يَكْفِي مدعيه إِحَالَة منكره على الِاسْتِقْرَار والتتبع فَإِنَّهُ سَيظْهر عِنْد ذَلِك بِصِحَّة مَا ذَكرْنَاهُ
وَلَقَد جربت أهل عصرى فِي هَذِه الْمَادَّة تجريبا عَظِيما لتعلقي بِمَا تتَعَلَّق بِهِ الأطماع واختبار بِالنَّاسِ على اخْتِلَاف طبقاتهم وَلَا شكّ أَن الدُّنْيَا مُؤثرَة وَأَن الْوُثُوب على مصالحها وتقديمها وانتهاز الفرص فِي مَا يتَعَلَّق بهَا غير مُخْتَصّ بهؤلاء بل هُوَ عَام لكل الْفرق والزاهد فِيهَا الْمُؤثر للدّين عَلَيْهَا هُوَ الشاذ النَّادِر لَكِن هَؤُلَاءِ لَهُم مزِيد تكالب وعظيم تهافت وَشدَّة تهالك مَعَ عدم وقُوف عِنْد حُدُود الشَّرْع واقتصار على مَا فِيهَا من تَحْلِيل وَتَحْرِيم
وَمن أقرب حوادث الرَّفْض فِي دِيَارنَا هَذِه أَنه كَانَ جمَاعَة من المتظهرين بِالْعلمِ يملون على النَّاس فِي جَامع صنعاء فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وَمِائَة بعد الْألف فِي كتب فَضَائِل عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ نَحْو ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة كل وَاحِد مِنْهُم قد اجْتمع عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة من الْعَامَّة وَكَانَ أحدهم يملي على كرْسِي مُرْتَفع وتسرج حوله الشمع الْكثير فيجتمع من النَّاس عدد كثير جدا لقصد الفرجة كَمَا يتَّفق فِي مثل هَذَا وَكَانُوا يشوبون المناقب بِذكر مثالب بعض الصَّحَابَة ويحطون من بَعضهم ويصرحون بسب الْبَعْض ويتوجعون من الْبَعْض
وَكَانَ مَا يصدر من هَؤُلَاءِ من هَذِه الْأُمُور إِنَّمَا هُوَ مُطَابقَة للوزير الرافضي الَّذِي قد قدمت لَك ذكره وَلَا سِيمَا صَاحب الْكُرْسِيّ وَهَذَا الْوَزير لم يكن رفضه لوازع ديني كَمَا يتَّفق لكثير من أهل الْجَهْل المتعلقين بالرفض فَهُوَ أنذل من ذَاك وَأَقل وَلكنه يفعل ذَلِك مساعدة لجَماعَة من شياطين المتفقهة