وَهَكَذَا من خصص بعض ورثته بِنذر يُخَالف مَا شَرعه الله من الْفَرَائِض
فَهَذَا لَيْسَ هُوَ النّذر الَّذِي شَرعه الله بل هُوَ نذر طاغوتي فَإِن النّذر الَّذِي شَرعه الله سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النّذر مَا ابْتغى بِهِ وَجه الله وَيَقُول لَا نذر فِي مَعْصِيّة الله كَمَا هُوَ ثَابت فِي الصَّحِيح
وَهَذَا النَّاذِر أخرج بعض مَاله إِلَى بعض ورثته مُخَالفا لما فَرْضه الله تَعَالَى من الْمَوَارِيث ثمَّ سمى ذَلِك الْبَعْض نذرا وَهُوَ لم يبتغ بِهِ وَجه الله وَلَا أطاعه بِهِ بل ابْتغى بِهِ وَجه الشَّيْطَان الَّذِي وسوس لَهُ بِأَن يُخَالف الشَّرْع وأطاعه بِمَعْصِيَة الله
وَهَكَذَا من أخرج بعض مَاله على تِلْكَ الصّفة بِالْوَصِيَّةِ فَإِن هَذِه الْوَصِيَّة المتضمنة للمفاضلة بَين الْوَرَثَة لَيست الْوَصِيَّة الَّتِي شرعها الله تَعَالَى لِعِبَادِهِ بل وَصِيَّة طاغوتية فَإِن الْوَصِيَّة الشَّرْعِيَّة هِيَ الَّتِي يَقُول فِيهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله قد أعْطى كل حق حَقه وَلَا وَصِيَّة لوَارث
وَيَقُول فِيهَا الرب تبَارك وَتَعَالَى (من بعد وَصِيَّة يوصى بهَا أَو دين غير مضار) وَيَقُول فِيهَا (فَمن خَافَ من موص جنفا أَو إِثْمًا فَأصْلح