مرحلة الشباب:
حين يبلغ الصبي خمسة عشر عاما وتحيض الأنثى يصل الشباب إلى مرحلة النضج والبلوغ والرشد والتكليف لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ.." فما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا، اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13-14] ، ويتدبر الشاب وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عباس، ووصية لقمان لابنه السابقتين وغيرها ليكون شابا قويا يصارع هوى نفسه وشيطانه، فيصير صالحا ينشأ في عبادة الله: "وشاب نشأ في عبادة الله" الحديث للبخاري.
مرحلة المراهقة:
وتعد من أخطر مراحل الشباب التي يمر بها لما يقع فيها من الصراع بين هوى النفس والشيطان وبين القيم الإسلامية التي تضبط سلوكه ومقاومة الرغبة الجنسية وضبطها؛ حتى لا يهبط بشرف الإنسانية وكرامتها إلى الحيوانية والشهوة الجارفة، فيعالج ذلك بالتقوى أو الزواج إن كان قادرا وإن لم يستطع فالصوم له وجاء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" كما يقاوم ذلك بمواصلة السعي والعمل، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15] ، وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] ، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "من بات كالا من عمله أمسى مغفورا له"، وقال أيضا: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، وأن يشغل نفسه بالعبادة وبالمساجد في أوقات الصلوات مع المسلمين في صلاة الجماعة فيكون مع السبعة الذين يظلهم الله في ظله: "وشاب نشأ في عبادة الله،
ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا ليه وافترقا عليه" وبهذا ينتصر على هوى نفسه وعلى شيطانه، ويقضي على الفراغ الذي تبتلعه الشهوات والنزوات.