خصمهم يوم القيامة» وذكر منهم «ورجلٌ استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره» (?) .
رابعاً: الرقابة:
نلمس من خلال نصوص السُّنَّة النبويَّة أن الرقابة نوعان ذاتية وإدارية.
ويتجلى الحث على الرقابة الذاتية في كثير من نصوص السُّنَّة النبويَّة، ومن ذلك قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله» (?) . وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا) (¬3) (?) . فمحاسبة النفس وتلمّس أوجه الخلل والقصور أمر في غاية الأهمية، وهو صورة من صور الرقابة الذاتية، وخطوة ضرورية لبناء المجتمع السليم، قال ميمون بن مهران (?) : (لا يكون العبد تقيّاً حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه، من أين مطعمه وملبسه؟) (?) .
ومن القواعد الكلية في ذلك قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (?) ، وقوله: «من استعملناه منكم على عمل فكتَمَنا مخيطاً فما فوقه، كان غلولاً يأتي به يوم القيامة» (?) .
أما ما يختص بالرقابة الإدارية فنجد أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد حاسب ابن اللّتبية (عامله على الصدقات) وذلك حينما قدم بعد أن جبى الصدقات فقال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيُهدى له أم لا، والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئاً إلاّ جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو