فأعينوهم» (?) . وقال أيضاً: «إخوانكم أحسنوا إليهم أو قال فأصلحوا إليهم، استعينوهم على ما غلبكم، وأعينوهم على ما غلبهم» (?) . وهو صلى الله عليه وسلم بهذا يحث أمته على الرفق بمن هم تحت ولايتهم، ويؤكد ضرورة معاملتهم بالحسنى ومراعاة أحوالهم، وعدم تكليفهم من الأعمال أكثر من طاقتهم، وإن كُلِّفوا بذلك وجب عونهم ومساندتهم.

ثالثاً: التوجيه

التوجيه والإرشاد من أفضل الأعمال وأجلّها في دين الإسلام، وكتب الحديث حافلة بالنصوص التي تحث على التوجيه بعناصره الثلاثة: الاتصال والقيادة والتحفيز، نسوق منها قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» (?) ، وثمة توجيه آخر من النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولعامة المسلمين، يتجلى في قوله: «من رأى منكم منكراً فليُغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» (?) ، وهذه توجيهات نبوية صريحة في الحث على التوجيه والإرشاد وأن ذلك من فضائل الأعمال وأنه صالح لكل زمان ومكان.

ومن أجل أن يكون التوجيه فعالاً فإنه يتعين أن يكون على فترات دون إطالة؛ لأن الإطالة تبعث على الملل والسآمة، فقد جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا (?) بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا» (?) .

وقد كان لموضوع الحوافز حيِّزٌ في توجيهات النبيِّ صلى الله عليه وسلم حيث قال: «من استأجر أجيراً فليُعلِمْه أجره» (?) . وقال: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفَّ عَرَقه» (?) . وفي الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله: «ثلاثة أنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015