اسماء الصَّالِحين المتواضعين المخلصين الناصحين الشَّاكِرِينَ الراضين الصابرين الْمُسلمين الواثقين المتوكلين المفوضين الْخَائِفِينَ المشتاقين العارفين الْعَالمين الموقنين
بِحَق اقول لَك لَو مَاتَ اُحْدُ من الْعجب كَانَ يَنْبَغِي لَك ان تَمُوت مَكَانك اذا نظرت فِيمَا انت فِيهِ من ايثارك للدنيا واقبالك عَلَيْهَا مَعَ استيقانك بِأَنَّهَا لَا شَيْء ورضاك بترك طَرِيق الصَّالِحين واهل الْخَيْر وصحبة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومجاورته فِي الْجنَّة
فَلَو كَانَت صحبته فِي الدُّنْيَا ثمَّ تركت الدُّنْيَا كلهَا واثرت صحبته لَكَانَ الَّذِي تركت حَقِيرًا عِنْد الَّذِي نلْت فَكيف الصُّحْبَة فِي الْجنَّة مَعَ دوَام الْملك فِي جوَار الله وَجوَار احبابه مَعَ الَّذين انْعمْ الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحسن اولئك رَفِيقًا فِي الْحبرَة وَالنعْمَة وَالسُّرُور الدَّائِم الابدي
فراجع نَفسك يَا أخي وَانْظُر مَا فِي هَذِه المخادعة وَمَا الَّذِي قد غلبك وَغلب يقينك اَوْ مَا هَذِه الخدعة الَّتِي دخلت عَلَيْك
وفكر فِيمَا تصير اليه من موازنة عَمَلك وسؤال الله اياك عَن مَثَاقِيل الذَّر والخردل وَمَا فَوق ذَلِك وَدون ذَلِك
وفكر فِي سرعَة انْقِضَاء الاجل وَعَلَيْك بقصر الامل فَلَا تُفَارِقهُ وَلَا يفارقك طرفَة عين لَا فِي ليل وَلَا فِي نَهَار
يَا سُبْحَانَ الله كَيفَ لَا تدهش وَلَا يذهب عقلك تَعَجبا من امرك
فراجع امرك وَانْظُر مَا يُرَاد مِنْك فَإِنَّمَا يُرَاد مِنْك اذا عملت