عملا ان تُرِيدُ بِهِ وَجه الله اَوْ لَا تعمله فَهَل تكون اقل من هَذَا هَذَا فِي ذوفلك واما فرائضك فَإنَّك غير مَعْذُور فِي تَضْييع مِثْقَال ذرة مِنْهَا حَتَّى تعْمل بِمَا امرت بِهِ وتنتهي عَمَّا نهيت عَنهُ وَمَا كلفت امرا لَا تُطِيقهُ وَمَا كلفت مَا لم يُكَلف بِهِ غَيْرك
وَيُرَاد مِنْك مَعَ ذَلِك ان تُرِيدُ للنَّاس الْخَيْر وان لم ترد لَهُم الْخَيْر فَلَا ترد لَهُم الشَّرّ فَهَل تكون اقل من هَذَا اَوْ ترْضى لنَفسك ان النَّاس يُرِيدُونَ لَك الْخَيْر وانت تُرِيدُ لَهُم الشَّرّ
وَيُرَاد مِنْك الا تجْعَل نَفسك فَوق النَّاس فِي نَفسك لَا بقلبك وَلَا بلسانك افتكون اقل من هَذَا وَقد دعيت انت وَالنَّاس الى هَذَا لَا انت وَحدك
وَقَالَ اخبرني ان انت خَالَفت هَذَا الامر واردت بعملك غير الله واردت ان ترفع نَفسك فَوق النَّاس اَوْ لم تحب لَهُم مَا تحب لنَفسك اتدرك اَوْ تنَال مَا تَأمل من ذَلِك
اولست تعلم انك ابعد مَا تكون من الله اذا كنت كَذَلِك
وَمَعَ هَذَا لَا اراك تطلب الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم فتنتفع بهَا وترتفق بهَا فِي ايامك هَذِه وانما تطلب بذلك الثَّنَاء والجاه وَالْقدر وَقد اخْتَرْت سيرة