اما انها لَا تكره الصّلاح وَالْخَيْر وَلَكِن تكره الْمَكْرُوه الَّذِي بِهِ تنَال الصّلاح وَالْخَيْر وَلَو امكنها دَرَجَة الابرار بأعمال الْفجار لقبلتها فَأَما الشَّرّ فَإِنَّهَا تحبه وتحب خصاله وطرائقه وكل شَيْء مِنْهُ
وَمن محاسبتك لَهَا ان تَخْلُو بهَا وَترد عَلَيْهَا فعالها فَتَقول يَا نفس انك لَا تقدرين ان تخادعي الله وَلَا تغالبيه فَلَا تقبلي مخادعة الشَّيْطَان وَلَا مغالبته وَلَا تبتغي هَوَاك فيرديك ويهلكك
واني لست احملك على مَا لَا طَاقَة لَك بِهِ وَلَا علم لَك فِيهِ واني اراك تحب لنَفسك مَا تمقت عَلَيْهِ غَيْرك وَتكره لنَفسك مَا تحب عَلَيْهِ غَيْرك
اراك تحب اهل التَّوَاضُع والصدق والامانة حَتَّى لَو رَأَيْت قُبُورهم وآثارهم لاحببتها فِيمَا تزْعم وَتكره خصالهم الَّتِي بهَا نالوا الْحبّ مِنْك حَتَّى لَو قدرت ان تكون فِي اعدى عَدوك بعد ان تَزُول عَنْك لَكَانَ ذَلِك منيتك