واعرف عقلك عِنْد ترك مَا لَا نفع لَك فِيهِ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الاخرة وَلَا ثَوَاب لَك فِيهِ عِنْد الله تَعَالَى هَل تَسْتَطِيع ترك ذَلِك ام لَا
واعرف امانتك عِنْد هَوَاك فِي الْوَقْت الَّذِي تهواه هَل تضبط اداء امانتك فِي ذَلِك الْوَقْت ام لَا
واعرف طمعك فِي وَقت هيجان رغبتك هَل تَسْتَطِيع عِنْد ذَلِك الاياس ام لَا
فَإِن كنت فِي هَذِه الْحَالَات والاوقات مَحْمُودًا فَمَا احسن خيرك وَاحْمَدْ الله واسأله الزِّيَادَة من فَضله وامض فَإنَّك على سَبِيل الاسْتقَامَة وَطَرِيق الْمحبَّة ومحجة الايمان
وان كنت فِي هَذِه الْحَالَات مذموما فأخلاقك وسيرتك اولى بك ان تصلحها فَإِن فِيك فَسَادًا عَظِيما وَلست على سَبِيل الاسْتقَامَة وَلَا على طَرِيق الْمحبَّة وَلَا محجة الايمان
فَاتق الله وراجع مفاتشة نَفسك واصلاح فَسَادهَا
قلت يَجِيء مني فِي بعض احوالي مَا امقت نَفسِي عَلَيْهِ وتشتد عَلَيْهِ ندامتي
قَالَ مَقَتك لَهَا من معرفتك بهَا وندامتك عَلَيْهَا دواؤها فَإِذا نظرت الى عَثْرَة غَيْرك فاذكر عثرتك ومقتك لنَفسك وَلَو ان مصلحَة النَّفس ومنفعتها كَانَت فِيمَا تهوى اَوْ تشْتَهي لَكَانَ النَّاس كلهم صالحين وَلَكِن جعل صَلَاحهَا فِيمَا تكره وفسادها فِيمَا تحب وتشتهي