ويروى عَن بعض الْحُكَمَاء انه قَالَ احْمَد الله اليكم حمد من لَا يعرف احسانا الا مِنْهُ وَلَا يعرف معبودا غَيره واسأله توكل المنقطعين بِصدق الِانْقِطَاع اليه
اما بعد
فَإِن الله تَعَالَى خص اهل ولَايَته بغبطة الِانْقِطَاع اليه ليعرفهم تَوَاتر نعمه ودوام احسانه وفضله فَانْصَرَفت هموم الدُّنْيَا من قُلُوبهم وَعظم شغل الْآخِرَة فِي صُدُورهمْ لما سكنها من هَيْبَة رَبهم فألزموا قُلُوبهم ذل الْعُبُودِيَّة وطرحوا انفسهم فِي محجة التَّوَكُّل على الله
وَاعْلَم يَا أخي انك لَا تكون متوكلا على الله الا بِقطع كل مُؤَمل دون الله
وَكَيف لَا تسخو نَفسك بِقطع كل علاقَة من قَلْبك وتفرغ قَلْبك للاقبال على الله وَصدق التَّوَكُّل عَلَيْهِ وَالله حسب من توكل عَلَيْهِ
والمتوكل الصَّادِق فِي توكله لَا يجد قلبه يخضع لمخلوق لَان قلبه مَمْلُوء بالثقة بِضَمَان الله
والمتوكل الصَّادِق فِي توكله الْقَلِيل من عطايا الله عَظِيم عِنْده عِنْد صغر