مِمَّا فِي يَديهَا قنعت ورضيت وعفت عَن طلب الدُّنْيَا بالحرص وَالرَّغْبَة وَرجعت الى الْآخِرَة بالحرص عَلَيْهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا فَإِن النَّفس مَبْنِيَّة على أساس الطمع
ومخرج الْحِرْص وَالرَّغْبَة من الطمع وَبِنَاء الانفس قَائِم على قَوَاعِد الطمع أما الطمع فِي الدُّنْيَا فيستعمل أَدَاة الطمع فِي طلب الزِّيَادَة من الدُّنْيَا أما الطمع فِي الاخرة فيستعمل أَدَاة الطمع فِي طلب الزِّيَادَة من أَعمال الاخرة بالحرص عَلَيْهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا
قيل لحكيم فَمَا آله الطمع وجماع آفاته
قَالَ الشرة والحرص وهيجان الرَّغْبَة فعلى ايها اوقعت النَّفس طمعها احضرت أداتها وجمعت آلتها وجدت فِي طلبَهَا
فَإِذا قهرت صَاحبهَا على مُوَافقَة هَواهَا استعبدته فأذهلته وأذلته وأدهشته وأتعبته وطيشت عقله ودنست عرضه وأخلقت مروءته وفتنته عَن دينه وَإِن كَانَ عَالما لبيبا عَاقِلا كيسا فطينا فصيحا حكيما فَقِيها لوثته واسقطته وفضحته فَاحْتمل لَهَا ذَلِك كُله وَهُوَ الاريب الْعَالم الاديب فصيرته بعد الْعلم جَاهِلا سَفِيها أَحمَق خَفِيفا