فَأول مَا اراد الله تَعَالَى من الْعباد ان يعرفوه عَن الْوُجُوه الَّتِي تعرف اليهم مِنْهَا فَإِنَّهُ قد تعرف اليهم من خلقه لِلْخلقِ وتدبيره فِي الْخلق وَمن قدرته على الْخلق وتكفله بأرزاق الْخلق واماتته الْخلق واحيائه الْخلق أَلا لَهُ الْخلق والامر تبَارك الله احسن الْخَالِقِينَ
واراد مِنْهُم بعد الْمعرفَة ان يريدوه بِكُل مَا عمِلُوا من اعمال الْبر وَلَا يرَوا غَيره وَلَا يطْلبُونَ الثَّوَاب الا مِنْهُ فَلَو كَانَ يُمكن ان يكون قبل الْمعرفَة شَيْء لكَانَتْ الارادة قبل الْمعرفَة وَلَو اسْتغنى عَن الْمعرفَة بِشَيْء لاستغنت الارادة عَن الْمعرفَة
فالمعرفة قبل كل شَيْء وَاصل كل شَيْء ثمَّ الارادة وَهِي مِنْهَا وَهِي تَحْقِيق التّرْك وَتَحْقِيق الْعَمَل والاخذ والاعطاء وَالْحب والكره فِي الاعمال كلهَا
وَهِي ولية عقد مَنَافِع اهل الاعمال فِي اعمالهم
وَالشُّكْر على قدر الْمعرفَة فمفتاح النعم وأفضلها كلهَا وأولها هِيَ