وَقَالَت فرقة يبطل الْعَمَل وَلَو بعد حِين إِذا قبل الآفة واحب المحمدة وَأدْخل المخلوقين فِي عمله وَأحب عِنْدهم الثَّنَاء والمنزلة والجاه
قلت فَأَخْبرنِي إِذا هم العَبْد بِعَمَل الْبر وَعَمله وَفرغ مِنْهُ وَلم يذكر قبل عمله وَلَا بعد إِرَادَة الاخرة وَكَانَ نَاسِيا سَاهِيا عَنْهَا أَلَيْسَ هَذَا عمل بِلَا نِيَّة وَلَا صدق
قَالَ بلَى
قلت وَكَيف يكون عمل من أَعمال الْبر مِمَّا يُرَاد الله بِمثلِهِ بِلَا نِيَّة وَلَا صدق وَقد عمله العَبْد
قَالَ إِذا لم يكن الصدْق وَلم يقدم النِّيَّة فَلَيْسَ بشئ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِنَّمَا الاعمال بِالنِّيَّةِ فَإِن قلت إِنِّي نسيت النِّيَّة وسهوت عَنْهَا فَهَذَا إِقْرَار وَلَيْسَ لَك حجَّة وَإِنَّمَا أنساك النِّيَّة الدُّنْيَا وإرادتك الْغَالِبَة لَهَا
اوليس بليه آدم كَانَت من النسْيَان وَقلة الْعَزْم أَولا تسمع الى قَول الله تَعَالَى {وَلَقَد عهدنا إِلَى آدم من قبل فنسي وَلم نجد لَهُ عزما}
وَأَنا أَقُول إِن الْعَمَل لَا يكون عملا كَمَا أَمر الله أَن يعْمل إِلَّا بِصدق