وَمِنْ جَوَامِعِ آدَابِهَا
59 - مَا: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمُلَامِتِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَنِ الصُّحْبَةِ فَقَالَ: " الصُّحْبَةُ مَعَ اللَّهِ بِحُسْنِ الْأَدَبِ، وَدَوَامِ الْهَيْبَةِ وَالْمُرَاقَبَةِ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِمُلَازَمَةِ الْعِلْمِ وَاتِّبَاعِ السُّنَّةِ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الْأَوْلِيَاءِ بِالِاحْتِرَامِ وَالْخِدْمَةِ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الْإِخْوَانِ بِالْبِشْرِ وَالِانْبِسَاطِ وَتَرْكِ الْإِنْكَارِ عَلَيْهِمْ، مَا لَمْ يَكُنْ خَرْقَ شَرِيعَةٍ أَوْ هَتْكَ حُرْمَةٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] الْآيَةُ. وَالصُّحْبَةُ مَعَ الْجُهَّالِ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ، وَرُؤْيَةِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ حَيْثُ -[66]- لَمْ يَجْعَلْكَ مَثَلَهُمْ، وَالدُّعَاءِ لَهُمْ لَيُعَافِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ بَلَاءِ الْجَهْلِ " وَمِنْ آدَابِهَا: حِفْظُ الْمَوَدَّةِ الْقَدِيمَةِ، وَالْأُخُوَّةُ الثَّابِتَةُ كَذَلِكَ
60 - رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ حِفْظَ الْوُدِّ الْقَدِيمِ»
61 - وَإِنَّ امْرَأَةً دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَدْنَاهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا أَيَّامَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ»
62 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، بِبَغْدَادَ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ: أنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ ثِمَالٍ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: أنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ -[67]-، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ مَعْنَاهُ