والسّناء من نعوته وسِماته؛ اسمه طِبق لمعناه، وفحواه وفق لنجواه، ولا يتشابه حالاه، ويتضارع قُطراه، من حيث تلقاه يستنير، ومن حيث تغشاه يستطير؛ كالبدر بين سُعوده قد وسطها وحفّت به يقدُمه النَّسران، ويتلوه نطاق الجوزاء، وهكذا؛ ولو قلت إن الواسطة الغُميصاء لها هادٍ وتابع، إن فرّقتَهما اتفقا، وإن ألَّفتهما تفرّقا، يُقبل بِشَوْك السَّيال، ويُدبر بسفى البُهمى، ويعترض بسُودٍ قِصار سواسية كأسنان الحمار - لصَدقت.

فأَبِن لي ما قُلتُه، فهو تعريض كالتَّصريح، وتمريض كالتصحيح، والسلام.

وحدثني أبو غالب الكاتب قال: كتب أبو الفضل إلى أبي دُلَف الخزْرجي في أوائل عِلّته التي نهَكته وحالفته، يثعاتبه ويعابثه فقال: " الآن علمتُ، أيها الشيخ، أنك لي مكايد، وإلى جميع ما أنهاك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015