وله كلام كثير نظم ونثر. وله في وصف الفرس ما يوفى على كل منظوم، ولو أبقته الأيام لظهر منه فضل كبير.

ودخل بغداد فتكلف واحتفل، وعقد مجالس مختلفة للفقهاء يوماً، وللأدباء يوماً، وللمتكلمين يوماً، وللمتفلسفين يوماً، وفرق أموالاً خطيرة، وتفقد أبا سعيد السيرافي، وعليّ بن عيسى الرُّمّاني وغيرهما، وعرض عليهما المسير معه إلى الرّيّ، ووعدهم ومنّاهم، وأظهر المباهاة بهم، وكذلك خاطب أبا الحسن الأنصاري ابن كعب، وأبا سليمان السجستاني المنطقي، وابن البقّال الشاعر، وابن الأعوج النَّمَري وغيرهم.

ودخل شهر رمضان فاحتشد وبالغ، ووصل ووهب، وجرت في هذه المجالس غرائب العلم وبدائع الحِكمة؛ وخاصة ما جرى للمتفلسفين مع أبي الحسن العامريّ.

ولولا طول الرسالة لرسمت ذلك كله في هذا المكان.

فمن طريف ما جرى، وفي سماعه فائدة واعتبار: ما أَحكيه لك ها هنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015