أَفدِيك من مُتوجّد غضبانِ ... حتى يَلُوحَ له ضَباب دخانِ
يَقتاده شَمُّ القُتارِ بأَنفِهِ ... مثل اقتِياد النجم للحيوانِ
وعَلاَ الدُّخانُ بشتّ طولة مُرْبياً ... يُبدِي كمينَ مطابخ الإِخوانِ
وبحانة المُلْهِين جاسُوسٌ لَه ... يُنيبه أَينَ تناكَح الزَّوجانِ
صَبٌّ إِلى الطَّوَفان مرتاحٌ إلى الجَوَلان مضطِغنٌ عَلَى الخلاّنِ
فَتَرى الإماميّين حول رِكابه ... كالخيل صايعةً ليوم رِهانِ
لَو يَسمعون بأَكلةٍ أَو شربةٍ ... بعُمان أَصبح جمعُهم بعمانِ
زارَ الفتَى القرشيَّ لا لتعهّدٍ ... منه، ولا شوق إلى لقْيَانِ
حتّى إذا وُضِع الخوانُ تساقطوا ... نَهماً عليه تساقط الذبّانِ
ورأيتَه من بينهم متخمّطاً ... في لقمة كتخمط السكرانِ
لم يَنصرف إلا وفي أكمامِهِ ... حمْل وفي أَعجافه حمْلانِ
وأَخو ثقيف فرَّ منه قاصداً ... جيّانَ لو أَعنَت قُرى جَيّانِ