قال: ولأن الزهرة لها في الأمور الإلهية والدلالة على الوحي وطهارة الأخلاق مع ما توجبه من الشهود والنعمة والبذل والقوة الانفعالية بسبب الرطوبة الغالبة عليها؛ فهي إذا أعطت أعطت الحقائق بغير تكلّف، بل على سبيل الوحي، وتميل النفس إلى طهارة الأخلاق والتهاون بالمال للمُباينة الواقعة بين الأمور الإلهية والأمور الطبيعية التي بها يُطلب المال ويتمسك به، فالذي يشرك في تديره بين العلوم والخلُق الزُّهرة، ويكون صاحبها مصادقاً للحقائق عفواً مُبغضاً للمال طبعاً.
والذي يغلب على تدبيره في العلم والخلق زحل، وعُطارد يتكلف العلم ويحب المال، ويكون مغلوباً بالبُخل.
وكان جريج المقل إذا جرى حديث أبي الفضل قال:
صَبورٌ على سَوء الثَّناءِ وقاحُ
وأنشد فيه:
ولا يَستَوي عند كَشف الأُمو ... رِ باذلُ مَعروفِه والبخيلُ