والمدرسة الجديدة العظيمة البناء المتسعة الزوايا ذات الصنائع العجيبة وأعمدة الرخام وألواحه المتعددة الغالية الثمن التي ابتناها السلطان أبو الحسن مخلد الآثار، الدالة على شماخة الملك وعلو المقدار.
وأعظم هذه المساجد وأشرفها على التحقيق، المسجد الجامع العتيق، بلاطاته اثنان وعشرون بلاطاً وبقبلته شماسات من الزجاج الملون بصناعات شتى معقودة بالرصاص، والقنوات الفاصلة بين البلاطات ومجاري القسائم والميازيب من الرصاص كذلك، ودرجات المنبر اثنتا عشرة درجة، صنع في شعبان المكرم سنة 408 وتميز على سائر جوامع بلاد المغرب كلها بالبلاط الأوسط الضخم البناء المرتفع السمك، وبالمقصورة الهائلة الغريبة الشكل، كان صنعها في رجب الفرد
عام 428 وبه صحنان: أحد الصحنين أكبر من الآخر، وبكل واحد منهما جبان اثنان، وصومعته قديمة من بناء الأول، وقد استوعبنا وصف هذا الجامع وذكرنا ما ينبغي أن يذكر من تاريخ وخبر في (بغية السامع) من تأليفنا نفعنا الله بالقصد في ذلك.