والورع والمعرفة بعلوم شتى، ومن جملة أساتيذه أبو محمد البطليوسي وأبو الحسن بن سبيطة الداني وأبو محمد القلني (?) وآخرون. وله شعر جيد ومؤلفات حسنة، قدم علينا الإسكندرية سنة ست وأربعين وخمسمائة، وقرأ علي كثيراً وكتب عني فوائد وتوده إلى الحجاز، وبلغنا أنه توفي بمكة، رحمه الله.
ومن شعره، أنشدني أبو العباس أحمد بن معد بن عيسى بن وكيل التجيبي الأندلسي لنفسه، وكتب بخطه:
كان حقي ألا أذكر غيري ... وأنا ما كفيت شري وضيري
غير أني برحمة الله ربي ... ارتجي أن يفيدني كل خير وأنشدني لنفسه:
تتحدر العبرات من أحداقه ... فترى لها في خده آثارا
ولربما امتزجت دماً من قلبه ... حتى كأن الدمع يطلب ثارا