شيخ أندلسي صالح كثيرة الصلاة بالليل والنهار كثير القراءة للقرآن فبعث إليّ يوماً فدخلت عليه فقال، وهو قاعد ليس به مرض شديد: أنا أموت غداً، ولهذه المرأة؟ وأشار إلى امرأته؟ عليّ عشرون درهماً بقية مهرها، وليس لي سوى هذه العشرة الدراهم، وهي عند رأسي إذا نمت؟ وأشار إليها؟ وهذه الأجزاء ربما تساوي عشرين درهماً، وأحب منك أن تواريني وتوفي ما عليّ، فقلت: ما أنت إلا بخير، والله تعالى يهب لك العافية. وخرجت وأنا متهاون بقوله؛ فلما كان في اليوم الثاني جاء من اخبرني بوفاته فذهبت إليه، فإذا هو قد نزل من غرفته إلى المسجد، ونام مستقبل القبلة وقبض؛ فقام عليّ شعر بدني، واهتممت بغسله ودفنه، وعلمت أن لله تعالى أولياء لا يطلع عليهم وعلى أحوالهم إلا من شاء متى شاء.