قال: فأقبل علي الرشيد مغضبا فقال: تؤيده وتلقّنه وتؤازره، فقلت: لا والله يا أمير المؤمنين ما هكذا أنا ولا كنت على هذا قط، ولكني رأيته فعل شيئا في هذه الكتب أذكرني هذا الشعر، يناول الكتاب فلا يخليه في يدك ويمسك طرفه بيده ثم يرده إلى كمه ويخرج غيره فأذكرني هذا البيت قال: فلما فرغ من قراءة تلك الكتب قال له: دعني من هذا أيّنا أحسن وجها (?) أنا أو أنت؟ فقال: أنت والله يا أمير المؤمنين أحسن وجها وأنصع لونا وأتم قامة وأحسن خلقة، وما أنا من هذه الطريق في شيء، قال الرشيد: فندع ذا، أينا أسخى أنا أو أنت؟ فقال يحيى: أجبتك يا أمير المؤمنين في الأولى (?) بما قد علمه الله وعلمه/ كل مستمع وناظر، فأما في هذه (?) فأنا رجل أهتمّ بمعاشي أكثر السّنة التي تأتي عليّ، وأتقوّت ما يصير إليّ على حسب السّعة والضيق، وأنت يا أمير المؤمنين يجبى إليك خراج الأرض، والله ما أدري ما أجيب به (?) في هذا؛ قال: لتجيبنّي وما بهذا عليك جفاء (?)، قال: والله صدقتك يا أمير المؤمنين ما أدري كيف ذاك؟، قال: فندع هذا، فأيّنا أقرب إلى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلّم، قال يحيى: يا أمير المؤمنين النسب واحد وله أصل واحد والطينة واحدة (?)؟ وأنا أسألك يا أمير المؤمنين/ لما أعفيتني من (?) الجواب في هذا، فحلف له بالطّلاق والعتاق والصدقة