الخليفة المهدي للحسن بن إبراهيم، وكان فرّ من السجن، وجمع بينهما بمكّه سنة 160/ 776 [1].

ولا يسع الدارس إلاّ أن يلتزم جانب الحذر تجاه بعض هذه الأخبار عن يعقوب بن داود، خاصة ما أورده الطبري عن علي بن محمد النوفلي [2]، من أن أمر يعقوب بن داود «لم يزل يرتفع عند المهدي ويعلو حتى استوزره وفوّض إليه أمر الخلافة، فأرسل إلى الزيديّة فأتى بهم من كل أوب وولاهم من أمور الخلافة في المشرق والمغرب كلّ جليل وعمل نفيس، والدّنيا كلها في يديه» [3]. فقد كان النوفلي، على ما ذكره أبو الفرج في مقاتله [4] «يقول بالإمامه فيحمله التعصّب لمذهبه على الحيف فيما يرويه، ونسبة من روى خبره من أهل هذا المذهب إلى قبيح الأفعال». ولا بدّ من التنبّه هنا إلى أن تعبير «كان يقول بالإمامة» الذي يطلقه أبو الفرج على النوفلي يعني أنّه كان ممن يقول بإمامة موسى الكاظم بعد أبيه جعفر الصادق وبإمامة علي الرضى بعدهما-وقد توفي النوفلي بعد الرضا بعام -أيّ أنه من أصحاب الإمامة القائلين بالنّسق والنصّ، وهو التيّار الشيعي الذي أخذ يتبلور حول الإمام الصادق الذي آثر القعود ومهادنة السلطة ولم يشارك الحسنيين ثوراتهم، والذي استمدّ من شخصيّة الصادق «الكارزماتيّة» قوّة ودفعا [5].

وقد ابتعد هؤلاء عن الزيديّة (أو بعض تيّاراتها) وحاولوا جمع شتات التيار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015