بشر المريسي مناظرات في القرآن، وإليه ينسب كتاب «الحيدة» وقد توفي في حدود سنة 240/ 854 [1]. وورد هنا أنّه ذكر في دعاة يحيى، وليس ذلك بمستبعد، وبسند يرقى إليه ينقل أحمد بن سهل الرازي خبر نقض هارون الرشيد لأمان يحيى إذ كان عبد العزيز حاضرا للحادثة مع الحسن الشيباني وعيره [2].

والخطبة دعوة تحريضيّة للجهاد لا تظهر أسلوبا خاصا، بل تقوم على «تمييز» أصحاب الدعوة «فإنكم أنصار الله وأنصار كتابه وأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعوان الحق، وخيار أهل الأرض، وعلى ملّة الإسلام ومنهاجه الذي اختاره لأنبيائه المرسلين وأوليائه الصابرين. . .»، ثم يردف بآية قرآنية طويلة في الحث على الجهاد (التوبة 9/ 111 - 112) اعتمدتها كذلك سائر الفرق الإسلاميّة، فيصبح الخطاب القرآني وكأنّه موجّه لهذه الفئة الخاصة المميّزة ويصبح تأثيره في نفوسهم -بعد أن تضخّمت صورة الذات-تأثيرا تطهيريا لا يجد منتهاه إلاّ في الجهاد.

ويستطرد يحيى بعد الآية إلى التأكيد لهذه الفئة المميّزة أنها ليست «معزولة» وكأنّه يريد منهم ألاّ تحول قلتهم بينهم وبين الجهاد «والله ما أعرف على وجه الأرض سواكم، إلا من كان على مثل رأيكم، حالت بينكم وبينهم المعاذير»، وهؤلاء على ثلاثة أنواع 1) فقير لا يقدر على ما يتحمّل به إلينا فهو يدعو الله في آناء ليله ونهاره،2) غني بعدت داره فلم تدركه دعوتنا،3) محبوس عند الفسقة وقلبه عندنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015