وأوائل القرن الثالث كما يتبيّن من موقف الإمام أحمد بن حنبل [1]، ولا أعتقد أنّ هذا هو المقصود في خطبة الحسين. عند هذه النقطة من ذكر القرآن والتأويل يبلغ الحسين الفخّي غاية التصعيد فيوجّه خطابه «لأهل دعوته»: «فلو أنّ مؤمنا تقطّعت نفسه قطعا، ما كان ذلك لله رضا بل كان بذلك جديرا»، ويختم رسالته بالحث على الجهاد، لأنّ قتال القوم «فريضة».
نلاحظ أنّ معاني هذه الخطبة هي معان مشتركة في الخطاب المعارض وأن الحسين يحشدها هنا في نفس تصعيدي للحث على الجهاد ولتمييز أتباع فرقته واقناعهم بصواب جهادهم.
قالها على فرسه يحرض النّاس قبل القتال. وسندها هو التالي [2]: «قال وحدّثني هارون الوشّاء، قال حدّثني عبد العزيز بن يحيى الكناني، ويقال إنّه كان من الدعاة إلى يحيى بن عبد الله، قال: لمّا صار الحسين إلى فخّ، خرج يحيى على فرسه يحرّض النّاس، قال بعد حمد الله. . .»، ويبدو لي أنّ «قال» في أول النصّ تعود إلى الحسن بن عبد الواحد الكوفي [3]؛ ولم أستطع التعرّف على هارون الوشاء، وقد ورد أيضا باسم هارون بن موسى [4]. أمّا عبد العزيز بن يحيى الكناني، فأرى أنّه المكّي الفقيه صاحب محمد بن الحسن الشيباني، وقد تفقّه بالإمام الشافعي واشتهر بصحبته وذهب معه إلى اليمن، وقدم بغداد في أيّام المأمون وجرت بينه وبين