صوب العاصمة قونية.

وحين ابتعد مرحلة في الطريق عن السّواحل أمر نوّاب إيوان السلطنة بالإقامة في منطقة دودان وتحصيل أخماس الخاصّ (السلطاني)، ودعا إليه التجار الذين كانوا قد تظلموا وظلّوا ملازمين في المعركة وكان مركبهم من الإصطبل الخاصّ ومأكلهم من المطبخ الخاصّ، وطلب قائمة بالأموال (والمتاع والقماش) (?) لكي يأخذوا منها ما هو موجود في غنائم الجند (?)، وكتب أمرا إلى الأمير مبارز الدين أن يطلب الباقي هناك ويتم تحصيل ما يبقى مفقودا من مال (السلطان) الخاص. إذ كان رفع مظلمتهم هو سبب ذلك الفتح، وما صارت الكسرة على العدو إلا لجبر حالهم. والتحق السلطان- وقد تحقق له ما أراد- بقونية.

هكذا ينبغي على العظماء أن يفعلوا ما فعل.

ذكر عزيمة السلطان لغزو بلاد الروم والترقي من ثمّ إلي درجة الشهادة

حين رجع السلطان من غزو ثغر أنطالية، وانضمت تلك المملكة الجديدة لسيطرة مماليك السلطنة القدماء، وضع جبابرة الدهر وكبار أهل العصر رؤوسهم على خط أوامره [التزاما بها] وأقدامهم على جادة عهده وميثاقه؛ فلم يكن يجول بخاطر أى إنسان أن تنحلّ عقدة تلك الدولة وتزول شمس تلك السعادة.

غير أن لاعب القدر أظهر ألعابا غريبة من وراء الستار وبيّن نقوشا عجيبة حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015