وبعد إحكام قواعد الملك والدّولة نهضوا جميعا بتسيير أحكام الملك، وكانوا يتداركون أمور الجمهور بالّاتفاق فيما بينهم، ولكن بسبب المصاهرة التي حدثت حين زوج «خاص أغز» كريمته «لمبارز الدين بيرم»، ابن أخت «أسد الدين روزبه» / وما كان بين الخاص وروزبه من اتفاق كلي، فقد كثر رجوع معظم الناس إليهما في جلائل الأمور، ولم يكن هناك من أمر يبرمه الصّاحب و پروانه ما لم يكونا راضيين عنه.

فاندلعت نار الحسد في باطن «نصرت» أمير العدل، وأبي بكر پروانه. ومع أن الصاحب لم يكن يلقي إلى ذلك بالا ويشغل أوقاته [بعد الفراغ] من الديوان بمطالعة الكتب ومجالسة العلماء والزهاد، وكان يريد أن يدفع استبدادهما واستقلالهما بالأمر على أحسن وجه، وألا يجعل عرضهم مضغة لكل شامت وحاسد من أجل تحصيل ما فسد من أغراض، لكن «نصرت» أمير العدل بما اشتمل عليه من خبث النفس وفساد الاعتقاد، كان يختلق للصاحب كل لحظة حديثا مزعجا وخبثا مهيجا من قبل «خاص اغز» و «روزبه»، ويشفع ذلك كله [بالأيمان الكاذبة] (?) ويبلغه في نفس اليوم إلى مسامع الصاحب.

إلى أن وصل الأمر بالصّاحب وما له من طبع ألوف- بمرور الأيام- فأظهر نفورا من (?) خائفا متوهما، وهو ما رضي أن يعيش في تلك البلاد إلّا سالما آمنا، ومن ثمّ عزم على المسير للعمل في خدمة السلطان «ركن الدين قلج أرسلان»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015