بين يديه، واستدعي الصاحب مهذب الدين والقاضي فخر الدين، وسألهما: ما الذي دعاكما إلى الحضور؟ أجاب الصاحب قائلا، ليجعل الله- تعالى- الإيلخان الأعظم خالدا أبد الزمان، وليعلم القائد أن الله إن كان قد أعان في هذه الكرة دولتكم، فظفرت على/ سلطان الإسلام، فلا ينبغي أن يكون ذلك مدعاة للغرور، فما قتل في الحرب- كما هو معلوم لديكم- أكثر من ثلاثة آلاف فارس. ومع هذا كله هلك من جند المغل عدد كبير. وفي أطراف بلاد الروم مائة ألف مثل أولئك الفرسان بكامل سلاحهم وعدتهم. على أن ملك الروم لا ينعقد له نظام إلا بسلاطين سلجوق، ولا يطمئن للرّعايا بال إلا بالانقياد لهم.
فلو أن القائد راعى مصلحة الإيلخان فلا سبيل إلا أن يشفع مصالحة السلطان بالقبول. لأن العظماء الذين مضوا وتركوا لكم الملك قد قالوا: ينبغي طلب الرّضا ممن يقرع باب الصّلح ويدخل من باب العجز والاضطرار. لقد تمّ عرض ما من شأنه أن يؤدي إلى فراغ بال القائد، وراحة الملك والرعية أما إن كان يقع للقائد رأي غير هذا، فليأمر به.
فلمّا سمع «بايجو» المفاوضات إشار إلى امرأة من نساء «جرماغون» كانت تتولى أمر إفهامه الكلام لكي تصيح بما تضمّنه في أذن جرماغون، فلمّا أصغي إليها، وبحكم أنه كان كثيرا ما سمع عن العادات الكريمة للسلطان المرحوم علاء الدين [وكان يثني عليه، ولا يفتأ يقول: ليت أن علاقة تبعية تنشأ بين السلطان والخان الأعظم لكي تبقى ولايته سالمة من معرّة الجيش ومضرّته، فمن الخسارة أن تخرب مثل تلك المملكة والسلطنة التي قد زينت بالعدل والإنصاف بصدمة صولة المغل، وأن تصاب قواعد السلطنة بالوهن] (?). ومن ثمّ أومأ وأشار