وكان «مبارز الدين أرمغانشاه» رجلا خيّرا حسن السيرة فتوقّف في قتلهما، ويقول بعضهم إنّه قتل غلامين بدلا منهما، وحمل علامة إلى السلطان. بينما تقول طائفة بأنّه قضى عليهما، مجمل القول أنّه لم يتم التأكد من قتلهما على يد مبارز الدين أرمغانشاه. (?)
أسرّ الوشاة الأراذل والنمّامون الأشرار إلى «كوبك» أن «تاج الدين پروانه» لما وصل «آقشهر» ارتكب الفاحشة مع مطربة من مغنّيات ملك «خرتبرت» دون وجه من وجوه البيعة. وما إن سمع هذا الأمر حتى استفتى الأئمّة والقضاة:
ما تقولون في حدّ الزاني المحصن في الشرع سيمّا في بيت وليّ النعمة. فأفتوا بأنّ جزاء الزّاني المحصن هو الرّجم.
وفي وقت الخلوة بالسلطان أظهر «كوبك» تلك الفتاوى وقال له: لو تسامحتم فى هذا الأمر فسوف يتجرّأ الخدم ويطلقون أيديهم في أسر مخدوميهم.
وبتأثير سورة الخمر تعجّل السلطان في إنزال العقوبة بپروانه، وسلّم الخاتم لكي يقوم «كوبك» بتلقينه جزاءه وفقا للشرع، وتم توقيع الأمر بذلك.
فانتقل كوبك كأنه البرق المحرق والسيل المغرق إلى «أنكورية» في يومين، ونزل بها ومازال عليه غبار السفر بقصر السلطان، فاستدعى «تاج الدين پروانه» وأمراء المدينة وأئمتها، وأسمعهم صيغة/ الأمر. وأوثق قيده في الحال، واشتغل بضعة أيام في تتبع ما لپروانه من أموال وأسباب، فلمّا فرغ من ذلك أتى إلى