حين انهزم السلطان الشّهيد جلال الدين بن علاء الدين محمد تكش في حدود الهند من جيش المغول، ووقع في نهر السّند المتلاطم موجه، ثم نجا من تلك الورطة، قام «وفاملك» - وكان في أوّل أمره من أوباش الفتيان في تلك النواحي- بالعناية بأمر السلطان بما قدّمه من خدمات حازت الرّضا والقبول، فلقّب لذلك بملك الوفاء، وفوّض إليه حكم تلك الدّيار. ووصل السلطان إلى مدينة مراغة بشراذم متفرّقة من الجند كانت قد لحقت به بعد أن تمزّق جيشه في تلك المعركة.
وقد أرسل قاضي القضاة محيي الدين- وكان من فحول أئمّة خوارزم يشار إليه بالبنان في علم الكلام، ومتفّق عليه في سائر العلوم- لافتتاح سبل المودة مع السلطان «علاء الدين كيقباد»، وكان هذا الأمر من أهمّ المهمّات عنده، فأرسله إلى حضرة السّلطان بهذا المكتوب، وهو من منشآت «شهاب الدين كوسوي»:
إمداد السّلام، وإيراد التحيّة، ووظائف الثّناء، ورواتب المدح التي تدفع إلى مشامّ القلب بنسيم العقيدة الصّافية والطويّة النّقية، وترسّخ قاعدة الوداد ومباني الاتّحاد؛ كلّما توجّهت نحو المجلس السامى للسّلطان المعظّم الذي عهده كعهد جمشيد (?) وهو ذو القرنين هذا الزّمان، علاء الدين وقطب الإسلام