المملوك المقترف للذّنب ما ناله من تنغيص وتوبيخ في هذا التاريخ. إنني ألتزم بأن أرسل كلّ سنة قصيرة عن طويلة ألف فارس وخمسمائة قوّاس، وأشرّف السّكة بألقاب السلطان الموفّق، وأضاعف الخراج.

فبعث ملك الأمراء رسولا بالرسالة إلى حضرة السلطنة. وقد بلغ ما فتحه من القلاع الأخرى بتلك الولاية حتى عودة الرسولين ثلاثين قلعة نصب على كلّ منها محافظا. ثم إنه أرسل رسالة أخرى إلى السلطان بأن الولايات قد اتّصل بعضها ببعض، ولم يبق فيها من حصن غريب.

وضرب السلطان صفحا عن جرائم ليفون، وأرسل عهدا، كما أنفذ أمرا مشتملا على إزجاء الشكر لمحامد ملك الأمراء وكمنينوس ومساعيهما. وأمر بأن يتمّ استيفاء أموال التجار بأسرها من الوجوه التي تيسّرت بفتح القلاع، وأن يتمّ تسليم القلاع والولاية للأمير قمر الدين، ويسمح للجند بالعودة إلى الأوطان، ويشخص ملك الأمراء وكمنينوس بمفردهما إلى الحضرة السلطانية لإبلاغ ما حدث مشافهة، وينالا أتمّ حظوة باللقاء الميمون للسّلطان.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015