فَوجه من يتعرف خَبَرهَا فَإِذا هِيَ نَار أبي يزِيد وَأَصْحَابه فعزم أَن يصحبهم فَلَمَّا كَانَ الْغَد افترق عَنهُ أَصْحَابه وَاخْتلفت عَلَيْهِ كلمتهم فَقَالَ لَهُ جمهورهم يَا مَوْلَانَا أعظم الْفَتْح وَأجل الْغَنِيمَة التَّخَلُّص مِمَّا نَحن فِيهِ فَرَحل يُرِيد صنهاجة وأصابهم مطر عَظِيم من ثلج كَبِير فَمَنعهُمْ ذَلِك من ضرب الأخبية وَنصب الْأَبْنِيَة واشتعال النيرَان
وَنزل إِسْمَاعِيل فِي طرف صنهاجة فِي خباء لطارق الْفَتى ثمَّ توجه إِلَى حَائِط حَمْزَة هُنَاكَ وَفرق الأرزاق وأجزل العطايا وَوصل إِلَيْهِ زيري بن مُنَاد فِي عَسَاكِر صنهاجة فوصله وفضله وخلع عَلَيْهِ ثيابًا كَثِيرَة من لِبَاسه وَأَعْطَاهُ من الطّيب والطرائف الملوكية مَا لَا يُحِيط بِهِ الْوَصْف وَلَا يعمه الْحصْر وَحمله وَحمله وَحمل أولاه وَإِخْوَته وَبني عَمه ووجوه أَصْحَابه على الْخَيل الْعتاق بالسروج واللجم المحلاة بِالذَّهَب وَالْفِضَّة وأفاض عَلَيْهِم وعَلى كَافَّة صنهاجة الواصلين مَعَه الْأَمْوَال إفَاضَة استسلم بهَا قُلُوبهم واستخلص عيونهم فصفت نياتهم وخلصت طوياتهم وَحسنت فِيهِ معتقداتهم ورحل من حَائِط حَمْزَة فَنزل على وَادي لعلع فِي شعار كَذَلِك فَمَرض بِهِ نَحْو شَهْرَيْن وعميت عَلَيْهِ