قبل ذَلِك على أبي يزِيد هزيمَة عَظِيمَة بِموضع يعرف بِعَين السودَان بَين جبل كياتة فَانْهَزَمَ أَبُو يزِيد وتبدد أَصْحَابه فَأخذ يزِيد نَحْو صحراء مَدِينَة بني خزر وَأخذ أَبُو عمار الْأَعْمَى وَأَبُو مدكول الْأَعْمَى صَاحب آخر لَهُ نَحْو الغدير وَوجه مُحَمَّد بن خزر ابْنه يَعْقُوب إِلَى إِسْمَاعِيل وَهُوَ بالمسيلة فَأكْرمه وَحمله على فرس من مراكبه بسرج من سروجه ولجام من لجومه وَوَصله بِعشْرَة آلَاف دِينَار وَتوجه إِسْمَاعِيل من المسيلة فِي طلب أبي يزِيد وَقد بلغه أَنه بجبل سالات وَهُوَ جبل وعر شامخ دونه قفر ومفاوز ورمال ودكادك لم يدخلهَا جَيش قطّ فَمشى أحد عشر يَوْمًا فِي تِلْكَ القفار والأوعار ثمَّ نزل بسفح الْجَبَل الْمَذْكُور وَأَتَاهُ أهل الْجَبَل مهطعين طائعين فَسَأَلَهُمْ عَن أبي يزِيد فَلم يجد عِنْدهم خَبرا عَنهُ فَأَمرهمْ إِن مر بهم رَاجعا أَن يأخذوه وَوَعدهمْ على ذَلِك بأموال ووصلهم فِي الْحَال وكر رَاجعا يُرِيد بِلَاد صنهاجة فَبَاتَ ليلته تِلْكَ هُوَ وَأَصْحَابه ودوابهم بِغَيْر علف وَلَيْسوا على مَاء وَلَا مَعَهم مَاء وَبَلغت الجرة تِلْكَ اللَّيْلَة ثَلَاثَة دَرَاهِم وشربة مَاء كَذَلِك وَمَات كثير من أَصْحَابه جوعا وعطشا وتراءت لَهُم نَار فِي سفح الْجَبَل