قد وَجه لمدافعته ومحاربته فِي الدفعتين مؤنسا الْخَادِم الَّذِي يعرف بالفحل ويدعى المظفر وَكَانَت بَينه وَبَين حسابة بن يُوسُف الكتامى وَهُوَ أحد قواد كتامة حروب ووقائع كَثِيرَة مبيدة مبيرة وَكَانَ جَيش أبي الْقَاسِم فِي الدفعة الْأَخِيرَة خَمْسمِائَة ألف فعرضه عِنْد رجعته فَوَجَدَهُ خَمْسَة عشر ألفا أفناهم الْقَتْل والجوع والوباء وَخرج أَبُو الْقَاسِم إِلَى الْمغرب فِي جَيش عَظِيم لتسْع لَيَال مضين من صفر سنة 315 وَقد كَانَ مُحَمَّد بن خزر الزناتي من زعمائهم وكبرائهم وعظمائهم قبل ذَلِك أوقع بعسكر كتامة عَلَيْهِ أَبُو عروس وَإِسْحَاق بن خَليفَة قائدان مِنْهُم وَعظم الْخطب فِي الْمغرب وتفاقم الْأَمر مَعَ مَا تقدم قبل ذَلِك لَهُ من قتل مصالة بن حبوس وَغَيره من قوادهم أَيْضا فَلَمَّا وصل أَبُو الْقَاسِم إِلَى الْمغرب توغل أَبُو خزر فِي الصَّحَارِي على المهاري وهدن أَبُو الْقَاسِم الْمغرب وَقضى مِنْهَا المأرب وَانْصَرف وَفِي انْصِرَافه هَذَا مر بوادي سهر فاختط مَدِينَة المسيلة رسمها برمحه