واحزناه لصغره فِي دَار هوان وضيق مجْلِس سُلْطَان نفيتموه عني طَويلا ثمَّ اهديتموه إِلَى قَتِيلا فأهلا وسهلا بِمن كنت لَهُ غير قالية وَأَنا الْيَوْم لَهُ غير ناسية ارْجع ايها الرَّسُول إِلَى مُعَاوِيَة وَقل لَهُ وَلَا تطوه ايتم الله ولدك وأوحش مِنْك أهلك وَلَا غفر لَك ذَنْبك
فَرجع الرَّسُول إِلَى مُعَاوِيَة فَأخْبرهُ بِمَا قَالَت فارسل إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ وَعِنْده نفر فيهم اياس بن حسل اخو مَالك بن حسل وَكَانَ فِي شدقه نتوء عَن فِيهِ لعظم كَانَ فِي لسنه وَثقل فَقَالَ أَنْت يَا عدوة الله صأحبة الكلأم الَّذِي بَلغنِي قَالَت نعم غير نازعة عَنهُ وَلَا معتذرة مِنْهُ وَلَا مُنكرَة لَهُ فلعمري إِنِّي قد اجتهدت فِي الدُّعَاء غَايَة إلاجتهاد وان الله من وَرَاء الْعباد فَمَا بلغت شَيْئا من رائك وَالله بالنقمة من ورائك فاعرض عَنْهَا مُعَاوِيَة فَقَالَ اياس اقتلها يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فوَاللَّه مَا كَانَ زَوجهَا باحق بِالْقَتْلِ مِنْهَا فالتفتت إِلَيْهِ فَلَمَّا راته ناتىء الشدقين ثقيل اللِّسَان قَالَت تَبًّا لَك وَيلك بَين لحييك كجثمان الضفادع ثمَّ أَنْت تَدعُوهُ إِلَى قَتْلِي