فما يمرق السّهم من الرّمية كمروق هذه إلى الباطل.
وكانت هند بنت المهلّب من عقلاء النّساء وكانت تقول: شيئان لا تؤمن عليهما المرأة: الرّجال، والطّيب.
وأنشد إسحاق بن إبراهيم:
وإنّي بها في كلّ حالٍ لواثقٌ ... ولكنّ سوء الظنّ من شدّة الحبّ
وأنشد آخر:
لا تأمننّ على النّساء ولو أخاً، ... ما في الرّجال على النّساء أمين
كلّ الرّجال وإن تعفّف جهده ... لا بدّ أنّ بنظرةً سيخون
وقال عبد السّلام بن رغبان المشهور بديك الجنّ شعراً أديباً، ذا همّةٍ حسنةٍ. وكان له غلامٌ كالقمر، وجاريةٌ كالشّمس. وكان يهواهما جميعاً. فدخل ذات يومٍ بوجد الجارية معانقةً للغلام تقبّله، فشدّ عليهما فقتلهما جميعاً. ثمّ جلس عند رأس الجارية فبكاها طويلاً وقال:
يا طلعةً طلع الحمام عليها ... فجنى لها ثمر الرّدى بيديها
حكّمت سيفي في مجال خناقها ... ومدامعي تجري على خدّيها
رويت من دمها الثّرى ولطالما ... روّى الهوى شفتيّ من شفتيها