أنّ ابني زملاني بالدّم ... من يلق أبطال الرّجال يكلم
ومن يكن درءٌ به يقوم ... شنشنةً أعرفها من أخزم
ثمّ زوّجها يزيد بن عبد الملك. وقد ذكرنا خبره في ما مضى.
قال: وممّا يحدث الهوى في قلوب النّساء لغير أزواجهنّ، ويدعوهنّ إلى الحرص على الرّجال، والطّلب لهنّ أمورٌ منها: أن يظهر لها زوجها شدّة الحذر عليها، والاحتفاظ بها، والغيرة في غير موضعها. أو يكون الرّجل منهمكاً في الفساد، مظاهراً لها بالزّنا. فإنّ ذلك ممّا يغريها من طلب الرّجال، والحرص عليهم. كما قال الشّاعر:
ما أحسن الغيرة في حينها، ... وأقبح الغيرة في كلّ حين.
من لم يزل متّهماً عرسه ... متّبعاً فيها لرجم الظّنون،
أوشك أن يغريها بالذي ... يخاف، أو ينصبها للعيون.
حسبك من تحصينها ضمّها ... منك إلى عرضٍ نقيٍّ ودين
لا تطلع منك على ريبةٍ ... فيتّبع المقرون حبل القرين
ذكر الشّعبيّ إنّ عبد الله بن رواحة أصاب جاريةً له،