فهبني امرأً راعيت ما دمت شاهداً ... فكيف إذا ما سرت عن بيتها شهرا؟
وقال مسكين أيضاً:
ألا أيّها الغائر المستشيط، ... على ما تغار إذا لم تغر؟
تعار على النّاس أن ينظروا! ... وهل يغبن للحاصنات النّظر؟
فما خير عرسٍ إذا خفتها ... وبتّ عليها شديد الحذر؟!
تكاد تصفّق أضلاعه ... إذا ما رأى زائراً أو زفر.
فمن ذا يراعي له عرسه ... إذا ضمّه، والمطيّ، السّفر؟
ً
وثلاثةٌ من شعراء أولاد العجم ممّن كان مشتهراً بالغزل مذكوراً، بالشّعر بالبادية، كلّهم قتلوا منهم: وضّاح اليمن، ويسار الكواعب، وسحيم عبد بني الحسحاس. وإنّما قتلوا كفّاً عن أولئك النّساء، وحفظاً لهنّ، حين رأوا التعرّض، وشنعة تلك الأشعار لا يشغلهم عنها إلاّ قتلهم مخافة أن يكون ذلك القتل يحقّق المقالة القبيحة. ألا ترى أنّ الحجّاج بن يوسف في عتوّه لم يتعرّض لابن نميرٍ في تشبّهه بزينب أخته مخافة أن يكون ذلك سبباً للخوض في ذكرها. فيزيد زائدٌ، ويكثر مكثّرٌ. وكذلك معاوية بن أبي سفيان لم يعترض لعبد الرّحمن بن حسّان بن ثابت وكان يتشبّب بابنته، حتّى قال: