باب يذكر فيه
من صيّره العشق إلى الأخلاط والجّنون
قال بعضهم: مررت بفورك المجنون وقد أتاه أهله بطبيبٍ، يقال له عبد العزيز، ليعالجه. فسملت وقلت: ما خبرك يا أبا محمّد؟ فقال: خبري والله مع هؤلاء المجانين ظريفٌ. أنا عاشقٌ وهم يظنّون بي جنّة وقد أتوني بهذا الطّبيب ليعالجني. ثمّ أنشأ يقول:
أتوني بالطّبيب فعالجوني ... على أن قيل مجنونٌ غريب
طبيب الأجر فيه عساه يوماً ... من الأيّام يعقل أو يتوب
وما صدقوا الفتى محوي قلبي ... أجلّ من أن يعالجه الطّبيب
وما بي جنّةٌ لكنّ قلبي ... به داءٌ تموت به القلوب
وما عبد العزيز طبيب قلبي ... ولكنّ الطبيب هو الحبيب
وقال آخر: مررت بمجنونٍ بيده قصبةٌ وفيها عذبةٌ، وهو يقول:
إذا ما رايةٌ رفعت بنجدٍ ... تلقّاها عرابة باليمين