فأبدين لمّا قمن يحجبن زينبا ... بطوناً لطاف الطّيّ مضطمرات
قلت: يعافير الظّباء تناولت ... يناع غصون الورد مهتصرات
فلم ترعيني مثل ركبٍ رأيته ... خرجن من التّعمير معتمرات
وكدت اشتياقاً نحوها وصبابةً ... تقطّع نفسي إثرها حسرات
وغادرت من وجدي بزينب غمرةً ... من الحبّ إنّ الحبّ ذو غمرات
وظل صحابي يظهرون ملامتي ... على لوعة الأشواق والزّفرات
فراجعت نفسي والحفيظة إنّما ... بللت رداء العصب بالعبرات
وقد كان في عصياني النّفس زاجرٌ ... لذي عبرةٍ لو كنّ معتبرات
قال مسلم بن جندب الهلالي كنت مع عبد الله بن الزّبير بنعمان وغلام ينشد خلفه، وهو يشتمه أقبح الشّتم. فقلت له: ما هذا؟ فقال: دعه فإني تشبّبت بأخت هذا الحجّاج بن يوسف. فلمّا قتل الحجّاج عبد الله بن الزّبير دعا النّاس إلى البيعة، فتأخر محمّد حتّى قام في آخر النّاس ولم يجد من الحضور بدّاً. فلمّا دنا منه قال: أمحمّدٌ؟ قال نعم: قال: أنشدني ما قلت. فأنشدته قصيدتي هذه فقال: لولا أن يقول قائلٌ لضربت عنقك، أنج لا نجوت ولا تعد فقال: لا