وتصف الشّقاء والسّعادة ... حتّى إذا نصبت لها الوسادة
ولاحظت عقلة وقّادة ... ثمّ خلت بالغادة المرادة
تروّضها باللّجم المقادة ... حتّى ترى طاعتها سعادة
وقال أحمد بن أبي طاهر:
فأرسلتها أمضى من السّيف مقدماً ... وأسرع من سيلٍ بليلٍ إذا احتفل
تدبّ دبيب النّمل في كلّ مفصل ... لطافتها في الرّأي والقول والحيل.
يذلّ لها الصّعب الجموح قياده ... وتهدي إلى طرق الضّلال فلا تضل
يرى الفطن الدّاهي عليها عبادة ... إذا ما رآها وهي أختل من ختل
يؤلّف بين الأسد والشّاء لطفها ... ويستنزل العصماء من شغف القلل
ولو أنّها شاءت، بأهون سعيها، ... لألّفت الذّئب الأزل مع الحمل
ولو جبلٌ رامت إزالة ركنه ... برقيتها يوماً لزلّ بها الجبل
يغرّ العيون زهدها وخشوعها ... وتسبيحها عند الشّروق وفي الأصل
تسهّل ما قد كان وعراً طريقه ... وتفتح ما قد كان غلقاً وما قفل.