لك. قال فأتاهم جميل ينشدهم فقالت له جاريتها: لقد رأينا ثلاثاً سوداً مررن، عهدي بهنّ تحت الطّلحة فانصرف حتّى أتى كثير فأخبره. فأقاما، فلمّا نصف الليل أتيا الطّلحة فإذا عزّة وصاحبة لها. فتحدّثا طويلاً، وجعل كثير يرى عزّة تنظر إلى جميل. وكان جميل جميلاً وكان كثير دميماً فغضب كثير وغار، وقال لجميل: انطلق بنا قبل أن نصبح. فانطلقا: ثمّ قال كثير لجميل: متى عهدك ببثينة؟ قال في أوّل الصّيف، وقعت سحابة بأسفل وادي الدّوم فخرجت معها جارية ترخّص ثياباً. قال، فخرج كثير حتّى أناخ بآل بثينة فقالوا: يا كثير حدّثنا كيف قلت لزوج عزّة حين أمرها بسبّك قال كثير: خرجنا نرمي الجمار فوجدني قد اجتمع النّاس بي فطالعني زوجها، فسمع منّي إنشاداً، فقال لعزّة: اشتميه. فقالت: ما أراك إلاّّ تريد أن تفضحني؟ فألحّ وحلف عليها، فقالت مكرهةً: المنشد يعضّ بظر أمّه: فقلت:

هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ ... لعزّة من أعراضنا ما استحلت.

فقالت بثينة: أحسنت يا كثير. وقلت أبياتاً لعزّة أعاتبها فيهنّ وأنشدتها:

فقلت لها يا عزّ أرسل صاحبي ... على بعد دارٍ والموكّل مرسل

بأن تجعلي بيني وبينك موعداً وأن تأمريني بالذي فيه أفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015