كنت أمزح. فقنّع رأس الصّوّاف وأنزله، وقعد مع امرأته وسكت.

قال أبو عثمان الجاحظ: كان عندنا بالبصرة مخنّثٌ يجمع بين الرّجال والنّساء في منزله. وكان بعض المهالبة يتعشّق غلاماً. فلم يزل المخنّث يتلطّف له حتّى أوقعه. قال: فلقيته من غدٍ، وقد بلغني الخبر، فقلت له: كيف كانت وقعة الجعرانة، فقد بلغني خبرها؟ قال: لمّا تدانى الأقوام وقع الالتزام، ورقّ الكلام، والتفّت السّاق بالسّاق، ولطّخ باطنها بالبصاق، وجعلت الرّماح تمور، وقرع البيض بالذّكور، وشفيت حرارات الصّدور، ومال كلّ واحدٍ فأصيبت مقاتل كلّ هجرٍ، وانعقد الوصل واتّصل الحبل. فلو كان أعدّ هذا الكلام لمسألتي قبل ذلك بدهرٍ كان قد أجاد وملح.

وحكى محمّد بن سلام، عن يونس، قال: حجّ سليمان بن عبد الملك فاشترى حبابة بألف دينارٍ، وكان اسمها العالية، فلمّا رجل بها قال الحارث بن خالد المخزومي:

ظعن الأمير بأحسن الخلق ... وغدا بليلٍ مطلع الشّرق

وبدت لنا من تحت كلّتها ... كالشّمس أو كغمامة البرق

قال: وبلغ خبرها يزيد بن عبد الملك فقال: لقد هممت أن أحجر على سليمان. فبلغ سليمان ذلك فاتقاه وردّها إلى مولاها، فاشتراها رجلٌ من أهل مصر من مولاها بأربعة آلاف دينارٍ ورحل بها إلى مصر، وكانت في نفس سليمان إلى أن ولّي الخلافة. فقالت له يوماً سعدى بنت عبد الله بن عمر بن عثمان زوجته: يا أمير المؤمنين، هل بقي في نفسك شيءٌ تتمنّاه؟ قال: نعم، حبابة. فأرسلت سعدى رجلاً إلى مصر فاشتراها بخمسة آلاف دينارٍ وسار بها إلى سعدى، فاستأذنت سليمان أن تتنزّه في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015