اللقاء، والجّارية تختلف بينهما. ولم يظهر صخر طلاق امرأته حتّى قال له أبوه: يا صخر ألا تبتني بأهلك؟ قال: وكيف وقد بانت منّي في يمينٍ حلفت بها. فأعلم أبوه أهل المرأة فقالت المرأة تهجو ليلى:

ألا بلّغا عنّي عقيلاً رسالةً، ... فما لعقيلٍ من حياءٍ ولا فضل:

نساؤكم شرّ النّساء، وأنتم ... كذلك، إنّ الفرع يجري على الأصل.

أما فيكم حرّ يغار بأخته؟ ... وما خير حرٍّ لا يغار على الأهل!

قال، وهجتها ليلى حتّى شاع خبرها، وسعت الجّارية إلى أهل صخر وأهل ليلى وما هما عليه، وإنّهما يخاف عليهما من لؤم الفعل. ولم تزل حتّى جمعت بينهما وتزوّجها.

وحكى الأصمعي قال: خرج المهديّ حاجّاً، حتّى إذا كنّا ببعض الطّريق، إذا أعرابيٌّ يقول: يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك، أنا عاشقٌ - وكان المهدي يحبّ العشّاق وحديثهم - موكلٌ به بعض الغلمان. فلمّا نزل أمر بإحضاره، قال: أنت المنادي؟ قال: نعم، يا أمير المؤمنين. قال له: ما اسمك؟ قال: أبو ميّاس. قال أمير المؤمنين: من عشيقتك؟ قال له: ابنة عمّي، وقد أبى عليّ أبوها أن يزوّجنيها. قال: لعلّه أكثر منك مالاً؟ قال: أنا أكثر منه مالاً! قال له: فما قصّتك؟ قال له: ادن رأسك منّي. فجعل المهدي يضحك، وأصغى إليه برأسه. قال له: إنّي هجينٌ. قال له: ليس يضرّك ذلك أخو أمير المؤمنين وأكثر أولاده هجناء! ثمّ قال له وأين عمّك؟ قال له: على ثلاثة أميالٍ.

قال: فأرسل أمير المؤمنين في طلبه فجيء به فقال له: ما لك لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015