فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسارٍ أو تموت فتعذرا

ولا ترض من عيشٍ بدونٍ ولا تنم ... وكيف ينام الليل من كان معسرا

وما طالب الحاجات من حيث يبتغي ... من النّاس إلاّ من أجدّ وشمّرا

فلّما أصبح قال لامرأته: أنا، والله أحبّك، ولا صبر لي على ما نحن فيه من ضيق العيش، فجهّزيني. فجهّزته، فخرج حتّى قدم على معاوية بن أبي سفيان فقام بين الصّفّين، فأخبره بحاله، وأنشده الشّعر. فرقّ له، وأمر له بألف دينارٍ وقال له: لقد دلّني حالك على محبّتك لأهلك وكراهيّتك لفراقهم فخذ وانصرف إليهم فأخذها وانصرف راجعاً.

وأنشد الزّبير بن بكار: لجميل بن معمر:

لئن كان في حبّ الحبيب حبيبه ... حدودٌ لقد حلّت علي حدود

ألا أيّها الغيران بي أن أحبّها ... بسخطك ينمو حبّها ويزيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015